في مقال بعنوان: “الأسرة أولاً: ماضيه ينبئك بمستقبلك معه” للاستشاري الأسري الدكتور محمد رشيد العويد حيث يقول:
إن ماضي الرجل أفضل من ينبئك عن مستقبله. قد ينجح الرجل في خداع المرأة بإظهار اللطف والمودة، طوال أسابيع أو أشهر، لكنه سرعان ما يعود إلى عاداته القديمة، أو تعود هي إليه.
هذا ما تقوله الدكتورة إليزابيث لومباردو المتخصصة في علم النفس من جامعة بنسلفانيا وهي تنبه على ضرورة معرفة ما يمكن من ماضي الرجل قبل الموافقة على الزواج منه. وإذا كان هذا غير متاح كثيراً في الزمان الماضي فإنه الآن متاح أكثر مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهر فيها شخصية الرجل أوضح. وطبعاً لا تكفي وسائل التواصل، بل لا بد من السؤال الذي ينبغي أن يُوجَّه إلى جيرانه، وأصحابه، وزملائه، ومسؤوليه، وأقاربه، والجلوس معه كثيراً.
وقد يعترض معترض بأننا نظلم الرجل حين نحكم عليه من خلال ماضيه، فلعله تغير، فإذا كان يرتكب بعض المعاصي فقد يكون قد تاب، أو كان متصفاً ببعض الطباع السيئة فتركها وتخلى عنها. نعم، هذا ممكن، لكن التأكد منه يحتاج إلى جهد وحذر حتى نطمئن تماماً إلى أنه تغير فعلاً نحو الأحسن.
ولقد سبق النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال: (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا) متفق عليه، ولم يقل صلى الله عليه وسلم إذا تدينوا، أو إذا صلوا وصاموا، بل قال: (إذا فقهوا) فأكد على أهمية الفهم والإدراك لأن التغيير يبدأ من العقل.
وحين تشتكي إليَّ زوجات، ويعرضن معاناتهن من أخلاق أزواجهن، أسألهن: ألم تسألوا عنهم حين تقدموا للزواج منكن؟ فيجبنني: سألنا؛ لكن يبدو أننا لم نسأل جيداً، أو لم نسأل كثيراً، أو قالوا لنا إنه يصلي، أو … المهم أن المعرفة المطلوبـة عنه لم تتحقق، والسؤال عنه لم يكن كافياً.
وأرى أنه لا داعي للحرج من مواجهة الرجل المتقدم للزواج من ابنتنا بما عرفناه عنه، لعله يوضح، فينفي أو يبين أنه كان كذا، أو فعل كذا، لكنه الآن تغير تماماً. المهم أن نتأنى، ولا نسرع في الموافقة قبل أن نحصل على معلومات شافية وافية عن من سنسلمه ابنتنا، ويكون صهرنا، أي أحد أفراد أسرتنا.
ابنتكم أمانة، فلا تضيعوها لمجرد أنكم تريدون تزويجها. وفقكم الله وسددكم في الاختيار.
أرسل بريدا إلكترونيا
نسعد بآرائكم
معرفة المتقدم بصورة جيدة مهمة لكن أخشى ان تلحق بناتنا بركب العنوسة بسبب الفحوصات الديقيقة التي نجريها في الماضي 😅